جراحة القلب المفتوح هي عملية جراحية كبيرة يتم فيها فتح الصدر لإجراء الجراحة على العضلات، الصمامات، أو الشرايين من القلب. وقد تم تطوير هذا النوع من الجراحة على مدار العقود الماضية وأصبح اليوم أكثر أماناً وفعالية، مما يسمح بإنقاذ حياة العديد من الأشخاص حول العالم.
## الأسباب المؤدية لجراحة القلب المفتوح
تُجرى جراحة القلب المفتوح لعدة أسباب، من أبرزها:
1. **مرض الشريان التاجي**: يحدث عندما تتراكم الدهون والكولسترول في جدران الشرايين التاجية، مما يؤدي إلى تضييقها وصعوبة تدفق الدم إلى القلب.
2. **تصلب الصمامات**: يتمثل في تضيق الصمامات القلبية أو تسريبها، مما يعيق الدورة الدموية الطبيعية داخل القلب.
3. **عيوب القلب الخلقية**: وهي مشاكل في تركيبة القلب تحدث منذ الولادة.
4. **استبدال الصمام القلبي**: اللازم عند تلف أو خلل في وظائف الصمامات القلبية.
5. **أمراض القلب الأخرى** التي قد تتطلب تدخلًا جراحيًا لإصلاحها أو تحسين وظيفة القلب.
## التحضير لجراحة القلب المفتوح
قبل إجراء الجراحة، يقوم الفريق الطبي بإجراء سلسلة من الفحوصات لتقييم الحالة الصحية للمريض والتأكد من قدرته على تحمل العملية. وتشمل هذه الفحوصات الفحص البدني، فحوصات الدم، تخطيط صدى القلب، وربما تصوير القلب بالأشعة المقطعية أو التصوير بالرنين المغناطيسي.
## خطوات جراحة القلب المفتوح
1. **التخدير العام**: يتم تخدير المريض بالكامل قبل البدء بالجراحة.
2. **فتح الصدر**: يقوم الجراح بعمل شق في منتصف الصدر وفتح عظمة القص للوصول إلى القلب.
3. **استخدام جهاز القلب والرئة الصناعي**: يتم توصيل المريض بجهاز يقوم بوظائف القلب والرئة خلال العملية لضمان تدفق الدم والأكسجين في الجس
م.
4. **إجراء الجراحة**: يقوم الجراحون بإصلاح القلب، سواء بتوسيع الشرايين المسدودة، استبدال الصمامات التالفة، أو إصلاح العيوب الخلقية.
5. **إغلاق الصدر**: بعد الانتهاء من الجراحة، يتم إغلاق عظمة القص والشق الجراحي.
## التعافي بعد الجراحة
يتطلب التعافي من جراحة القلب المفتوح وقتًا ورعاية مستمرة. في البداية، يحتاج المريض للبقاء في المستشفى لمدة قد تصل إلى أسبوع لمراقبة حالته الصحية والتأكد من عدم وجود مضاعفات. بعد الخروج من المستشفى، يجب على المريض اتباع نظام غذائي صحي، الالتزام ببرنامج للنشاط البدني، وأخذ الأدوية كما هو موصوف.
## المخاطر والمضاعفات
مثل أي عملية جراحية كبرى، تحمل جراحة القلب المفتوح مخاطرها الخاصة، بما في ذلك عدوى الجروح، النزيف، ردود الفعل على التخدير، مشاكل القلب والرئة، وفي حالات نادرة، الوفاة. ومع ذلك، يعمل الفريق الطبي جاهداً لتقليل هذه المخاطر قدر الإمكان.
## الخلاصة
جراحة القلب المفتوح هي إجراء حيوي يمكن أن ينقذ حياة الأشخاص الذين يعانون من مشاكل قلبية خطيرة. بفضل التقدم في التقنيات الطبية والجراحية، أصبحت هذه الجراحات أكثر أمانًا وفعالية من أي وقت مضى، مما يوفر فرصة لحياة أطول وأكثر صحة للمرضى.